جديد الموقع

الباب الوسطاني

  • الصنف: مبنى ومعلم أثري/ثقافي
  • العنصر: إحدى بوابات سور بغداد القديم ومن المعالم الاثرية والتاريخية الشاخصة والبارزة في العاصمة بغداد
  • المكان: يقع في الجانب الشرقي من مدينة بغداد قرب مرقد الشيخ عمر السهر وردي – جانب الرصافة
  • المالك: وزارة الثقافة/الهيئة العامة للأثار والتراث
  • الوضع القانوني: الممتلك محمي وفق قانون الاثار النافذ المرقم 55 لسنة 2002، وتديره الهيئة العامة للأثار والتراث باعتبارها المالك الحقيقي لتراث ا لبلد وحضارته
  • الجهة المسؤولة: وزارة الثقافة / الهيئة العامة للأثار والتراث – بغداد، العراق

التحديد:
الباب الوسطاني. ويسمى ايضا باب خراسان و باب الظفرية. هو الباب الوحيد المتبقي من أبواب بغداد في الجانب الشرقي، وقد ألحقت بالباب تحصينات عسكرية مهمة لحمايته من أية تهديدات ومخاطر يمكن أن تقترب منه، لذا بني الباب على شكل قلعة محصنة يصعب على الغزاة اختراقها، وبني السور حوله من مادة الطين المخلوطة بالتبن التي صبت في قوالب مستطيلة، وتم تجفيفها بالشمس.

هندسته المعمارية الفريدة:
تميز الباب بهندسة معمارية متميزة توضح مقدرة المعمار البغدادي وبراعته، ويتكون الباب من برج كبير عال أسطواني الشكل تقريباً وبني كله من الآجر، وعرض الباب فيه نحو ثلاثة أمتار يعلوه عقد مدبب منفرج الزاوية، ارتفاعه أربعة أمتار، ويقوم العقد المدبب فوق دعامتين مندمجتين في الجدار. وفي كل جانب من جانبي العقد هناك أسد صغير منحوت من قطع الآجر بشكل بارز، وأشكال هندسية مترابطة بارزة قوامها شريطان، كل منهما مقسوم الى قسمين يتقاطعان ويكونان شكلاً سداسياً منتظم الأضلاع، وفيها عناصر زخرفيه هندسية ونباتية منها أغصان نباتية وفروع نباتية ذات أوراق بشكل أنصاف المراوح النخيلية، ثلاثية الفصوص وتؤلف زخارف التو ريق العربي المعروفة بالارابسك.

 أما الأشكال الهندسية المنتظمة، فيوجد داخل كل واحد منها زهرة الروزيت، وقوام الأشكال الهندسية الخطوط المتداخلة والمتقاطعة، وتشكل أطيافاً نجميه ذات اثني عشر رأساً ونجوماً صغيرة ذات أربعة رؤوس، تحصر في داخلها نجوماً ذات ثمانية رؤوس، إلى جانب ذلك توجد زخارف دقيقة في داخل النجوم والأشكال الهندسية، ويعلو البرج في الباب الوسطاني نص مكتوب بخط الثلث، وقد زال معظمه وما بقي منه إلا عبارة: ما زالت دعوته الهادية للدين قواماً وللإسلام نظاماً ودولته القاهرة سكينة للأمة وعصاماً ومنزلته للسلام. هذا وقد وجدت كتابة أخرى قديمة محفورة على جانب السور القريب من بغداد، يعتقد أنها أضيفت في وقت لاحق جاء فيها: (هنا بغداد هنا دار السلام وعز الإسلام ومنبع العروبة أيها الداخل بخير أقبل ويا باغي الشر أدبر.

ويمتاز الباب الوسطاني بصلابته وبجمال زخارفه العربية الإسلامية، وقد حاول كثيرون من الذين غزوا بغداد أن يدخلوها من خلاله فلم يفلحوا، ومنهم هولاكو الذي حاصر بغداد وحاول اقتحام هذا الباب مراتٍ عدة فلم يفلح، وكان آخرهم الشاه الإيراني نادر شاه الذي وقف عاجزاً عن اختراق هذا الباب-الحصن، ويعتقد الكثير من المؤرخين أن تصميم هذا الباب وموقعه جعلاه أكثر أبواب بغداد حصانة وقدرة على الدفاع، فهو يمثل تطويرا لفكرة البرج الأسطواني المقبب، الذي يرقى إلى قبته بسلالم ليشرف منها على الفضاء المجاور، إلا أن المعماري زاد عليه أن جعل مدخله الداخلي يتعامد بزاوية قائمة مع المدخل الخارجي. ومصمم هذا الباب راعى أسلوب المداخل المدورة التي عرفتها “بغداد المدورة” وزاد من حصانته بأن قدم للباب من الداخل بقنطرة عالية مكشوفة، كما أحاطه ببرج ومساحة مائية واسعة مما زاد من هذه الحصانة، إذ لم يكن ممكنا الوصول إلى السور إلا بعد اجتياز قنطرتين على التعاقب حيث يطوق السور خندق مائي عرضه ستة أمتار.

خشية من اندثار هذا الباب الوحيد المتبقي من سور بغداد، قامت وزارة السياحة العراقية في العام 1988، بصيانته وترميمه ثم اتخذت منه متحفاً للأسلحة القديمة، وكانت في هذا المتحف نماذج كثيرة من الأسلحة القديمة أبرزها المدافع والمنجنيق وقنابل قديمة، وأسلحة وسيوف مختلفة تعود للعصر العباسي الأول والثاني وحتى حقبة العهد العثماني في العراق، ويوجد أقدم مدفع عراقي يتوسط الباب حاليا كتب عليه انه مصنوع في العام 1806 ميلادية وطوله 223 سنتم، وقطر فوهته 22 سنتم، محمول على عجلة خشبية متينة وحفر عليه رسم الهلال في إشارة إلى شعار الإمبراطورية العثمانية.

 الخرائط والرسوم الفنية

الوثائق الفوتوغرافية

 

لمحة تاريخية:
تمتلك بغداد الكثير من الأبواب وذلك لإحاطتها بالعديد من الأسوار بسبب أطماع الغزاة على مر العصور ،ومن هذه الأبواب ما يعود الى عصر الدولة العباسية ومنها ما يعود الى عصر الدولة العثمانية
.

 ويعد الباب الوسطاني الباب الوحيد المتبقي من أبواب بغداد في الجانب الشرقي، ويسمى ايضا باب الظفرية، شيده الخليفة العباسي المسترشد بالله (512-529 هجرية) ، وكانت لهذا الباب تحصينات عسكرية مهمة لحماية أسوار بغداد. قام الجيش العثماني بنسفه قبل انسحابه من بغداد في 11 آذار 1917 خوفا من استيلاء الجيش البريطاني على مستودعات الذخيرة والأسلحة الموجودة فيه والتي تعود الى الجيش عثماني المنسحب .

الببليوجرافيا

  • الخطيب البغدادي: احمد بن علي،ت 463 هـ /1070 م :تاريخ بغداد مدينة السلام، ج 1 ،الناشر دار الكتاب العربي ، بيروت 1965
  • ناجي جواد ،بغداد سيرة ومدينة ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت2000
  • محمد رؤوف الشيخلي،المعجم الجغرافي لمدينة بغداد القديمة،مطبعة البصرة ،الطبعة الأولى 1977
  • قحطان رشيد صالح،الكشاف الاثري،بغداد 1987، ص161-162

حالة الحفظ/المحافظة/الصيانة

التشخيص:
الباب الوسطاني من المعالم الاثرية والتاريخية المهمة وسط العاصمة بغداد فقد أهميته نتيجة إزالة الأسوار المتصلة به لذا هجر الموقع لتحيط به فيما بعد مقبرة اي انه لم يتعرض للضغوط الشديدة وقتها من اجل إعادة التطوير حيث حافظ الباب الوسطاني على مخططه الأصيل ومواد بناءه وعليه فان أصالة الموقع ممتازة بالنسبة للشكل والمادة ولكنه تأثر بمشاريع التنمية في المناطق المجاورة ، منها مشروع الطريق السريع الذي يمتد من جنوب الى شمال بغداد ، وقد حرصت الحكومة العراقية وبتوجيه من الهيئة العامة للأثار والتراث في المحافظة على الموقع. وقامت الهيئة بالكثير من اعمال الحفريات والصيانة في الموقع ليصبح نموذجا للمقاصد السياحية الهامة على مستوى السياحة الثقافية الداخلية والخارجية ، والموقع الان بحالة حفاظ جيدة . كما وان البنية المادية للممتلك ومعالمه في حالة حفاظ جيدة وقد تم إيقاف الكثير من عوامل التآكل فيه نتيجة أعمال الصيانة والترميم .

المسؤول عن الحفظ/المحافظة

وزارة الثقافة/الهيئة العامة للأثار والتراث: من خلال مشاريع الخطة الاستثمارية لوزارة الثقافة ومشاريع الموازنة التشغيلية للهيئة العامة للاثار والتراث التي تنفذ بإشراف دائرة الصيانة والحفاظ على الاثار ودائرة التحريات والتنقيبات العامة .

مراحل الحفظ/المحافظة

تمت مراحل الحفظ من خلال ما يلي :

  • التوثيق المعماري المتكامل للممتلك ورسم المخططات الأفقية والواجهات والمقاطع والتفاصيل المعمارية والزخارف.
  • التقييم الانشائي لحالة الممتلك الحالية ومواد البناء المستخدمة ، وتقييم الأضرار والمشاكل التي يعاني منها المبنى .
  • على ضوء الفقرتين أعلاه يتم وضع خطط التدخل لصيانة المبنى وبما حمايته والمحافظة عليه وفق توجيهات التراث العالمي والمواثيق الثقافية العالمية .

التأهيل والصيانة:

تمت إعادة تأهيل الباب الوسطاني لصالح الهيئة العامة للآثار والتراث وضمن مشاريع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013، وبكلفة 750 مليون دينار رغم ان القائمين على الصيانة ابدوا شكوكهم من عدم كفاية التخصيصات التي لا تتناسب مع حجم الضرر، كونه يقع في منطقة تكثر فيها المياه الجوفية التي تسببت بتآكل أسس المبنى.

وقد سبق أن أجريت عليه اعمال تطوير سابقة في الثمانينيات وفي العام 2003، وتم استخدام المواد نفسها التي بني منها وهي الطابوق الفرشي و الجص و النورة.

وقد مرت صيانته بمراحل مختلفة، وأعيد تأهيله في السابق بمادة الطابوق (الجمهوري)، مما أساء كثيراً للموقع، لذا تم استخدام معدات حديثة لقطع الطابوق الفرشي بقياسات مشابهة للتي موجودة حالياً بهدف الحفاظ على الطراز المعماري الجميل

وسائل الحفظ/المحافظة

تعاملت الهيئة العامة للأثار والتراث وهي المسؤولة عن حفظ الممتلك من خلال الوسائل التالية:

  • حماية الممتلك عن طريق القوانين الأثارية النافذة لمنع اي تجاوز يلحق الضرر به، وهو قانون الاثار 55 لسنة 2002
  • صيانة المبنى والبيئة المحيطة به باستمرار والمحافظة على الطابع العمراني للممتلك والمنطقة التاريخية ووضع خطط ناجحة لإدارته حسب توجيهات التراث العالمي والمواثيق الدولية الخاصة بالحفاظ على التراث الثقافي العالمي
  • اعادة الاستعمال والتوظيف الجديد بما يتلاءم وطابعه التاريخي لضمان استمرارية صيانته والمحافظة عليه بصورة علمية وتفادي تدهوره.

خطط الإدارة و/أو التصرف

ستضمن منهجيات خطط الادارة إجراء عمليات لحماية الممتلك والحفاظ عليه بشكل متناسق ومناسب وفق المعايير الدولية . لذا فإن المبادئ التوجيهية العامة لحماية الممتلك وتدخلات الحفاظ عليه في خطة الادارة هي كما يلي:

  • لن تُجرى أي عمليات حفاظ وأي عمل هندسي إلا عندما يتم جمع وإعداد وثائق كافية لكل معلم أثري. إن تقييمات ومسوحات الحالة التي أجريت بشكل علمي ستحدد استراتيجيات التدخل.
  • يجب أن تعكس استراتيجية الحماية لكل معلم أثري سياقها والحفاظ الممكن والنتائج المعمارية للهياكل من حوله.
  • الحفاظ على المواد الأصلية لهياكل الطابوق المفخور؛ إدراجها وتأثيرها سيحدد جميع استراتيجيات الحفاظ النهائي.
  • المواد البديلة في هياكل الطابوق المفخور ستكون متميزة عن النسيج الأصلي في التعامل والتوثيق.
  • سيتم اختيار مواد بديلة لتلبية معايير التوافق وقوة التحمل وعلم الجمال وسهولة الصيانة بسبب الظروف المعاصرة في العراق.
  • ستكون جميع التدخلات قابلة للتغيير والتتصليح ودون ضرر للنسيج الأصلي.
  • بغض النظر عن حالة الآثار المكشوفة فإنها سوف توثق وتنظف وتثبت. بعد التقييم المبدئي، سيعاد دفنها مرة ثانية أو تحفظ وتعرض للجمهور إذا كان لها قيمة تفسيرية عالية.
  • عرض الهياكل المرممة هو جزء لا يتجزأ من الحفاظ عليها. يجب أن تلتزم جميع العناصر الجديدة للحماية والعرض على الجمهور بمعايير متينة في حين تعكس البساطة والحياد. ستكون هذه العناصر متحفظة (المادة والشكل واللون) فيما يتعلق بفترة الآثار التاريخية ومظهرها.
  • تقوم الهيئة العامة للآثار والتراث بفحص الآثار المرممة بانتظام وإجراء الصيانة الروتينية لضمان الاستدامة طويلة الأجل لأعمال الحفاظ.
  • تحسين قدرة الهيئة العامة للآثار والتراث والمستشارين العراقيين المشاركين في الترميم هو عنصر أساسي لجميع أعمال الموقع. من خلال برامج التدريب وزيارات لمواقع مماثلة ووحدات تدريبية في الموقع .
  • وبالتالي تقدم خطة إدارة الممتلك برنامجا شاملا يتضمن التدابير اللازمة لتحقيق ذلك .

مبررات التسجيل:

  1. يعد الممتلك الباب الوحيد المتبقي من بوابات سور بغداد القديمة والذي حافظ على مخططه الأصيل رغم عاديات الزمن كذلك يمثل الموقع إحدى روائع الإبداع العربي في تلك الحقبة الزمنية ،- وتتمثل الروائع في زخارف التو ريق العربي المعروفة بالارابسك وكذلك الإشكال الهندسية التي ضمت رسوم الإزهار بداخلها .
  2. يعد نموذجا بارزا لمرحلة هامة في تاريخ العراق ، ولعب دورا مهما في تحصين مدينة بغداد وصد الهجمات الخارجية عنها، ويذكر ان هولاكو عند حصاره لبغداد عام 656هـ/ 1258 م حاول اقتحامه فلم يفلح، وكذا الامر بالنسبة لتيمورلنك و نادر شاه 1733 م .